السبت، 26 سبتمبر 2015

قصة "أصعب حب" تأليف / إبراهيم نصر


" ناجي " ضابط تخرج حديثا من كلية الشرطة و

تم تعيينه رائد في مديرية الأمن لأنه إبن ظابط

كبير متوفي كان قد وصل إلي درجة مساعد وزير

و إكراماً لوالده تم تعيينه في قلب العاصمة في

مديرية الأمن مما ساعده علي أن يكون بقرب

الكثير من القيادات الأمنية ..

و كان ناجي شخص محبوب ظابط جدع مثقف

ويعي جيداً دوره وواجباته .. و يحافظ علي شرف

البدلة .. و كان محبوبا لدي الجميع كبير وصغير

وخصوصا من أحد لواءات الشرطة و يدعي

" نبيل " و يعمل في القسم الإداري للمديرية و

ناجي دائما في مكتب اللواء نبيل بقربه فهذا يري

مثله الأعلي والآخر يري فيه نفسه و هو صغير ..

و في أحد المرات كان ناجي في مكتب اللواء نبيل

ينتظر عودته من أحد إجتماعات القادة في

المديرية مع مدير الأمن ..

و جاءت " هبة " إبنة اللواء نبيل لزيارة والدها

في مكتبه و هبة شابة جميلة جذابة تخطف الأعين

بشعرها البرونز الناعم و عينيها العسليتين و

ضحكتها الرنانة ..

 و بمجرد دخولها المكتب ورآها ناجي أحس أنه

يعرفها منذ زمن و أنه سيكون له معها قصة و

كانت هي تسبق نظراتها حرية و إقبال علي الدنيا

.. لا يقف أمامها أي شئ للوصول لحريتها و كانت

دائمة التجوال بعينيها في كل مكان بحثا عن الحب

والحياة و الوجود ..

و عندما رأت هبة ناجي إستحوذ علي خيالها

لثواني ثم عادت لطبيعتها و سألته عن والدها و

أخبرها أنه في إجتماع و قد يأتي سريعا فطلب

منها الجلوس و قبل أن يشرع في سؤالها إن كانت

ستشرب شيئا .. بادرته قائلة " شاي أخضر "

فهي تعتني برشاقتها ثم توالي حديثها و أسئلتها

لناجي عن ما هو سنه و ما رتبته ..إلخ .. و وجد

ناجي نفسه يرد علي أسئلتها السريعة المتلاحقة

بأجوبة سريعة متلاحقة و إستمر الحال بنهما كذلك

فترة طالت لأن والدها تأخر في الإجتماع .. و

أحسا أنهما تآلفا و أصبحا صديقين أو أكثر قليلا ..

و كسر حوارهما الشيق أصوات تتعالي تقول أن

اللواء نبيل نقل للمستشفي بعد إصابته بإرتفاع

ضغط الدم و جريت سريعا هبة تاركة حقيبتها إلي

مستشفي الشرطة لرؤية والدها و بمجرد وصولها

للمستشفي وجدت ناجي جوارها و يحمل حقيبتها

ليطمئن علي اللواء نبيل الذي أجري فحوصات

سريعة نتيجتها بقاءه تحت الملاحظة أياما حتي

تعود الحالة الصحية للإستقرار ..

 و زار اللواء نبيل في المستشفي الكثير من

أصدقاءه و تلامذته منهم ظابط مباحث يدعي "

سامي " و هو برتبة عقيد رغم صغر سنه ولكن

ذلك في ترقيات إستثنائية تقديرا لكفاءته في

عمله و هو قوي الشخصية في عينيه بريق ذكاء

ولمعان شر مستطير نظراته تلقي الخوف والرعب

له هيبة و طريقة حديثه البطيئة نوع ما

والمختصرة تجعل من يتحدث معه يخشي ويحتار

ويقلق ..

و كان سامي معجب باللواء نبيل لأخلاقه

وشخصيته المحبوبة من الجميع .. و عندما دخل

سامي لغرفة اللواء نبيل وجد هبة ونظر إليها

بإعجاب وحب و ألقي التحية و سألها عن والدها

وكأنه يعرفها قبل ذلك مما أثار ناجي و بعد إنتهاء

سامي من حديثه القصير مع هبة المتأثرة بما

حدث لوالدها ..

 نظر سامي إلي ناجي بحدة و قال له من أنت و

قبل أن يرحب ناجي بالعقيد سامي طلب

سامي من ناجي إلقاء التحية العسكرية الواجبة

مما وضع ناجي في موقف محرج أمام هبة ولكن

سرعان ما لبي النداء قائلا تمام يا أفندم ومؤديا

التحية العسكرية .. ثم سأله سامي عن سبب

وجوده فقال له ناجي أنه يساعد اللواء و إبنته

فيما أصابهم فسأله إن كان يحمل إذنا من رئيسه

المباشر ليترك خدمته فرد ناجي .. لا .. مما

دعي سامي أن يأمر ناجي بعودته لخدمته ليكمل

عمله واللواء نبيل قد إقترب من الشفاء و سيخرج

اليوم وطلب منه ألا يعود للمستشفي إلا بإذن ..

فذهب ناجي للمديرة وكان يريد البقاء بجانب هبة

ليطمئنا علي والدها وليقدم المساعدة .. ولكن

العقيد سامي و هو " عقيد يرأس قسم التفتيش

والمتابعة " أي رقيب علي الضباط جميعا ..

قد منع ناجي أن يظل في المستشفي بجانب هبة

ليبقي سامي وحده بجانب هبة واللواء نبيل .. و

إسترعي ذلك كله إنتباه هبة التي لم تتفهم ما

يحدث ولكن بعد ذهاب ناجي و وجود سامي بدأت

هبة تتعامل بحرص مع سامي لمعرفتها بنوايا

سامي في التقرب والتودد لها و ايضا لأنه فعل

مرة قبل ذلك أفعال لا تليق ..

و شكرته هبة في مجاملة واضحة علي زيارته

والدها ودعته للمغادرة حتي لا يرهق نفسه كما أن

والدها ممنوع عليه الزيارة أو الحديث .. و لم يرد

سامي عليها ولكن نظرات عينيه تعطيها إنطباعا

سيئا عن نواياه ..

 فسألته في غضب لماذا فعلت مع ناجي هذه

الأفعال فهو أول من وقف بجوارها منذ بداية

الأزمة و أنه أخطأ في حقه .. فأخبرها سامي أنه

سيبقي معها هي ووالدها ولن يذهب لأي مكان إلي

أن يشفي والدها فقالت له هبة لا المستشفي

بها ممرضات وهي موجودة بجانب والدها إن

إحتاج للمساعدة وأنها ستبقي معه إلي أن يشفي و

نهت الكلام معه ب .. تصبح علي خير شكرا سيادة

العقيد نريد أن نرتاح قليلا من عناء يوم

مرهق بعد أن نتناول العشاء ..

و أحس سامي أنها تطرده فذهب مسرعا غاضبا و

قال لها سلامة الوالد سوف آتي غدا لأطمئن عليه ..

و في الصباح إتصل تليفونيا علي هبة و إستغربت

هبة هذا الرقم وعندما ردت وجدته سامي و قال

لها أنه في الطريق للمستشفي إن كانت تحتاج

لشيئا ما .. فقالت له هبة أنها ووالدها قد خرجا

من المستشفي وأنها في البيت و والدها نائم

ليرتاح .. و الحقيقة أنهم مازلوا في المستشفي ..

ثم إتصلت هبة علي مكتب والدها و دعت

ساعي المكتب لأن يطلب لها ناجي علي التليفون و

جاء ناجي و رد علي التليفون ليجد هبة تطلب منه

أن ياتي للمستشفي و يجلب معه عصائر و أشياء

أخري لوالدها فقال لها سوف آتي مسرعا و

لكن سوف أستأذن أولا و بالفعل ذهب ناجي و

وجدها تنتظره بإبتسامة بريئة أحس فيها بإرتياح

و قالت له  أنها تريده ان يبقي جانبها لأن والدها

من الممكن أن يخرج اليوم ليلا ...

مر اليوم سريعا وهم يتحدثون في كل شئ و وجدا

أنهما متوافقان في كل شئ تقريبا و عندما أتي

طبيب المستشفي ليطمئن علي اللواء نبيل وجده قد

أصبح جيدا و كتب له الخروج و عندما ذهبا

إلي خارج المستشفي ليستقلا سيارة ليذهبا للبيت

وكان معهما ناجي وجدا عند البوابة سامي و معه

سيارة يضحك بخبث و هو يقول أنه قد أقسم أن

يكون هو من يوصل اللواء نبيل عند خروجه

من المستشفي إلي المنزل و ذهب نبيل وهبة مع

سامي في سيارته أما ناجي فإنسحب بهدوء بعد أن

نظر له سامي بغضب نظرة سريعة ثم شكر اللواء

نبيل وهبة مجهودات ناجي و وقفته معهما..

 ثم في اليوم التالي في منتصفه وجد ناجي خطاب

تكليف رسمي له في أحد الأقسام الفرعية .. في

الخدمات الإدارية موقع من رئيس قسم التفتيش

الجنائي .. و حاول ناجي الإعتراض و لكن

زملاؤه نصحوه بألا يتحدي قرارات العقيد سامي

حتي لا يذهب وراء الشمس و لكن ناجي كان يري

إستحالة تنفيذ هذا القرار لأنه سيبتعد عن رؤية

هبة و أن سامي يبعده عن طريقه لقلب هبة كما

أنه يحب بالفعل اللوء نبيل والده الروحي و كل هذا

في قرارة نفسه يفكر و كان اللواء نبيل في راحة

بسبب مرضه و لم يعلم بما حدث كما أن ناجي لم

يخبره و فضل ناجي تجنب المشاكل لأن هدفه هو

قلب هبة الذي أحس أنها أيضا تميل له و تحبه ..

ففضل تنفيذ القرار و ذهب إلي القسم و إستلم

عمله و بعد أيام وجد إتصالا من اللواء نبيل من

مكتبه وقد عاد و كان غاضبا منه لأنه لم يخبره و

لكن ناجي رد بأنه كان مريضا و لا يريد أن يزعجه

ثم سأله عن أحواله و إن كان مرتاح في عمله

الجديد أم لا .. و رد ناجي بأنه راضي بقضاء الله

و أنه لا يهمه سوي رضا اللواء نبيل عليه فهو

والده و فجأة وجد معه علي التليفون هبة تشكره

علي مجهوده معهم وأنها لم تتوقف عن الحديث

مع والدها عن شهامته ورجولته عندما ساعدها

في أزمته ..

ثم ذهبت هبة في اليوم التالي إلي القسم الذي يعمل

فيه ناجي و فاجأته بزيارتها فأخذها وذهب سريعا

خارج القسم ..

وسألها إن كان شئ حدث و ما الداعي لهذه

الزيارة وأنه يخاف أن يراها أحد ..

 و لكنها أخبرته أنها ليست خائفة و لا هو ..

و ذهبا في نزهة طالت لساعات وجدا نفسهما وقد

مرا بكل أحياء القاهرة من الحسين إلي المقطم إلي

البرج إلي النيل ..

وبعد إنتهاء اليوم ذهبا دون أن يتفقا علي ميعاد

آخر و كان الحزن يكسو وجههيهما فهما لا يريدان

الإبتعاد عن بعضهما ولكن هناك شئ يحسا به و

هو غصة تقول لهم و تنبأهم بصعوبة نجاح هذا

الحب..

و في اليوم التالي وجد ناجي أن هناك تفتيش من

المديرية علي القسم و رأي ناجي العقيد سامي

يمر علي الضباط في حالة ثورة وهياج داخل

أروقة القسم و يصرخ في الجميع لعدم الجدية

والإلتزام و الإنضباط في تنفيذ تعليمات و أوامر

الوزارة و الإجراءات الأمنية في تأمين القسم ..

 و مر العقيد سامي علي مكتب ناجي و وضع قدمه

علي المكتب و تلقي بعض الملفات والأوراق و

سرعان ما تصفحها ثم أغلقها ثم رمي بها و صرخ

في ناجي أنه ظابط غير ملتزم و سوف يعطيه لفت

نظر لعدم إلتزامه بنماذج الوزارة في تأمين

الملفات و الأحراز و هو عمل ناجي في

القسم و أحس ناجي أن أسلوب سامي هو متعمد

لغيرته منه بخصوص هبة ..

 ثم عاد سامي للمديرية و لم يكتفي بما فعله

شخصيا بناجي بل دبر للقضاء نهائيا علي مستقبله

المهني .. وذلك بالتعاون مع عامل البوفيه في

القسم و أمره بسرقة ملف هام خاص بقضية أموال

عامة " رأي عام " موجودة في مكتب ناجي

و بالفعل يقوم عامل البوفيه بما طلبه منه سامي و

يسلمه إليه ..

و بعد يومين يمر العقيد مرة أخري في تفتيش

علي القسم ومن وراءه قوة كبيرة  مدعيا أنها

زيارة مفاجئة للتحقق من إخبارية جاءت لقسم

التفتيش أن أحد الضباط أخفي ملف هام خاص

بقضية الأموال العامة لصالح المتهمين و بما أنها

مسئولية ناجي فتم تحويله للتحقيق الذي أدانه و

أوقفه عن العمل 6 شهور للإهمال بعد تحويله

لمجلس تأديب ..

و بعد إيقاف ناجي أحبط و أحس بصدمة لأنه برئ

من هذه التهمة و لم يعرف ماذا يفعل وأخذ يفكر

كثير و لم يجد طريقا لعودته سوي أن يخبر اللواء

نبيل لعله يستطيع فعل شئ ..

و بعد أن إستمع إليه اللواء نبيل ثم أخبره ببرود

أنه سوف يفعل ما يستطيع فعله .. لأن اللواء نبيل

يحترم القانون و ذهب ناجي غير سعيد لا يعلم ماذا

سيفعل ..

و بعد فترة طويلة نسبيا يتلقي ناجي إتصالا هاتفيا

من اللواء نبيل يخبره عن قرب إنفراج أزمته و

بعد حديث قصير تأخذ هبة التليفون لتتحدث إلي

ناجي و تخطئ القول و تقول لناجي وحشتني

أمام والدها الذي سمع الكلمة و أحرج كثيرا لأنه

رأي سامي يدخل المكتب عليه لحظة حديث هبة

إلي ناجي .. و إنتظر سامي قليلا وهو ساكت رغم

دخوله المكتب ليتأكد من أن هبة تتحدث إلي ناجي

.. و دخل العقيد لائما علي اللوء نبيل تدخله في

قضية الملف الضائع لصالح ناجي و محاولة

تخفيف الحكم عليه لسمعة والده قائلا له بحدة

بعض الشئ أن حضرتك تساعد علي كسر النظام

ثم يخرج غاضبا والشرر يتطاير من عينيه متسائلا

مع نفسه ماذا سيفعل مع ناجي اليوم وغدا .... ..

فكر في تلفيق تهمة جنائية له ولم تفلح محاولاته

لذلك سوف يقتله ولكن هبة هي ملك سامي ...

اليوم .. أوصي سامي عند رجوع ناجي للخدمة أن

يخدم في أحد أقسام المحافظات و لكن هذا لا يكفي

فقد يتصل ناجي وهبة و يتقابلا في أي مكان

و أخذ يدبر فكرة قتله ولم لا والإرهاب منتشر و

جماعات التكفير و الجهاد موجودة وهي تستهدف

ضباط الشرطة في كل مكان ولن يكتشف أحد شئ

طالما أنهم ملثمين و علي دراجة بخارية و

يجيدون التصويب و للتمويه يصيبون معه بعض

الأفراد و لكن الهدف المطلوب هو قتله ..

و يخطط لذلك بدهاء ومكر شديدين و يستعين في

ذلك بإثنين مسيحين عملاء لأمن الدولة يتم

زرعهم في الجماعات الإسلامية من خلال إيهامهم

بأنهم قبلوا تبشير الإسلام لهم وأنهم  قد تابوا

إلي الله ودخلوا الإسلام و لكن نظرا للفقر الشديد

فهم يطلبون ثمنا لدخولهم الإسلام قد يكون شقة أو

عمل أو زوجة أو سيارة و تتم الصفقة بين

المسيحيين الفقراء الذين تحولوا لمسلميين

ميسوري الحال و ظنوا أن الحياة تبسمت لهم مع

أخوة الإسلام ولكن هم كانوا يمتعونهم قليلا إلي

حين يستخدمونهم في أعمالهم الإرهابية و إلا

سيقطعون عنهم مساعداتهم بل ويضيقون الخناق

عليهم و عندما أخبر المسيحيين أمن الدولة عن

هذه الماعات تم القبض عليهم وأخذ ناجي في هذه

القضية ترقية إستثنائية .. و لكن منذ يومها

وأصبح المسيحيين عملاء لأمن الدولة ..

و عندما طلب منهم سامي تدبير هذه العملية التي

خطط لها هو وهم لا يستطيعون القيام بذلك ولا

يستطيعون الرفض و إلا سيعتقلون أو يتم كشفهم

لبقايا الجماعات الإرهابية و عندما إطمئنوا من

العقيد سامي أنها عملية واحدة فقط لن تتكرر أبدا ..

يوافقون و لكن يطلب منهم بالأخص أن يقتلوا

ناجي طلقة قاتلة و أن يصيبوا معه من يستطيعون

و ترك لهم حرية التصرف .. المهم تحقيق الهدف

موت ناجي ..

و يقوم المتشددين بمراقبة ناجي جيدا متي يخرج

إلي أين يذهب و مواعيد نزوله و مواعيد عودته و

بعد تحديد الهدف وميعاده و تشاء الظروف أن

تكون هبة معه بعد الحصول علي عنوانه بصعوبة

و تذهب له فجأة و تنتظر نزوله بعد معرفتها أنه

يتريض يوميا في الصباح بجانب المياه و كانت

مفاجأة سعيدة لناجي ..

سألها ناجي عن سبب حضورها فلم ترد وإبتسمت

و قبل أن يتعمقا في حديثهما و هم سائرون ..

أزعجتهم صوت دراجة بخارية قادمة بسرعة

كبيرة تقترب منهم و قبل أن يلتفتا .. وجد ناجي

أن ملثمين علي الدراجة البخارية يطلقون النار

عليه وعلي من معه  .. فضم هبة إلي صدره

وحاول أن يتصدي لجهة إطلاق الرصاص و تلقي

3 رصاصات في ظهره و يسقط عليها  وتظنه هبة

أنه مات ثم تدفعه عنها بعد هروب المجرمين لتجد

ملابسها مغطاة بدماء ناجي

.. وتنظر إليه فتجده يتنفس ثم تقترب منه فتجده

يبتسم لها نظرا لقربه الشديد منها  و أحس بحب

وشوق رغم ما هو فيه و هي أيضا مشاعرها

مرتبكة بين حب وخوف .. هي لحظات مؤثرة

أخرجهم منها إلتفاف الناس عليهم وصوت سيارة

الإسعاف وعندها فقد ناجي الوعي تماما ..

و ذهبت معه هبة للمستشفي للإطمئنان عليه

ولأجل الرد علي أسئلة التحقيق .. و يعلم والدها

بالحادث ويجري ليطمئن عليها وعلي ناجي و هنا

اللواء نبيل رضي بما إختارته بنته لنفسها و

إستسلم لأمرها و لكنه والدها علي أي حال ..

و سأل والدها عن سبب الحادث إرهابي أو بدافع

الإنتقام أو تخص قضية الأموال العامة أم ماذا ؟ و

رد عليه ظابط التحقيق بأن القضية لا زالت في

طور التحقيقات ..

ثم بعد فترة أراد اللواء نبيل أن يغادر هو وبنته

المستشفي و لكنها رفضت بشدة فرضخ لها و

أوصاها علي نفسها و ألا تعود متأخرة للمنزل و

أن السائق سيوصله لعمله ثم يعود لها إن أرادت

شيئا .. و لكن ناجي لم يستعيد الوعي وهبة

بجواره و لا تريد الإبتعاد عن حبيبها و الذي أنقذ

حياتها من الموت ..

و أضطرت هبة إلي أن تبيت في كافيتريا

المستشفي إلي أن إستعاد ناجي وعيه قليلا و فرح

جدا لرؤيته هبة إلي جواره ووعدها بأن الله عندما

يتم شفاؤه سوف يطلب يدها من والدها للزواج ..

و عندما خرج ناجي و طلب يد هبة من اللواء نبيل

ووافق اللواء .. وتم إعلان الخطبة و أثار ذلك كله

غيظ العقيد سامي الذي عاد لعملاؤه يلومهم علي

عدم تنفيذ المهمة بدقة ..و طالبهم بتكرار

المحاولات حتي موت ناجي ولكن العملاء حاولوا

التملص منه والهروب ولكنهم لم يستطيعوا الفرار

من قبضة الأمن .. ثم جاءت لهم فكرة المواجهة

مع العقيد و أتباعه الذين يسلطهم علي العملاء

فيقرر العملاء تقديم بلاغ إلي وزير الداخلية  عن

عصابة من ضباط الشرطة تبلطج علي المواطنين

و تستغلهم كمرشدين دون إرادتهم و تقهرهم في

ظروفهم ..

كما أقر العملاء أنهم في الأصل مسيحيين تم

إستغلالهم من الظباط لزرعهم داخل جماعات

إسلامية تنفذ عمليات إرهابية و قد وافقوا

تحت ضغط الفقر الشديد و لكنهم الآن يريدون

العودة للكنيسة للرهبنة والإعتراف للتكفير عن

ذنوبهم في الإرتداد عن دينهم ..

و أثار البلاغ قضية كبري عند وزير الداخلية الذي

إهتم بكشف ملابسات هذه القضية و أنشأ لجنة

تحقيق وزارية مستقلة للبحث والتحقيق في هذا

الأمر و إستدعي لها محققين و ظباط أكفاء

ومشهود لهم بالوطنية ..

فأكتشفوا فساد كبير من قطاع من الظباط لا

يعملون لحسابهم الشخصي فقط ولكن لحساب

جهات خارجية أخري تريد تدمير البلد من خلال

إتهام الأبرياء وتبرئة المتهمين و بعد كشف

الشبكة بكاملها و ضع ملفها عند وزير الداخلية

تحت إسم سري جدا للغاية و الوزير يفكر ثم يأتي

مشهد النهاية خبر في الصحيفة  عن حادثة

إرهابية  أودت بحياة 3 ظباط برصاص إرهابيين و

هم رتب كبيرة و هم في الأصل قادة الفساد في

الوزارة و إختار الوزير الخلاص منهم بنفس

طريقة إغتيالهم الضابط ناجي .. لأن القوانين

العادية لا تفيد كما أن قضية الفساد في وزارة

الداخلية سوف تحدث ضجة ضخمة مما تؤثر علي

صورت جهاز يحاول حفظ الأمن والأمان من خلال

تطبيق القانون ..

و في النهاية مشهد زواج هبة من ناجي مع

ترقيته لرتبة أعلي و زواج سعيد ....


النهاية

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

قصة " جبر " .. تأليف / إبراهيم نصر

تبدأ القصة عند نهاية عمر ( جبر ) الذي عاش

إلي أن طعن في السن و كل حياته كانت بلا معني

لهو وعبث و غرائز و شهوات لم يتوقف لحظة

عند نفسه .. لم يحاسبها أو يطلب منها أو يلبي لها ..

روحه ونفسه هم من يقودون جسده الذي لم

يشتكي قط في كل لهوه و زندقته فهو يستمتع بكل

شئ دون أي وازع أخلاقي أو ديني .. لا يتوقف

عن إشباع رغباته إلا أن تنتهي من بين يديه أو

يتحول هو عنها ..

حتي جاءته سكرات الموت و لم يجد له رفيقا أو

صديقا و لم تكن له عائلة و كان وحيدا و أحس

بالرعب الشديد و مر عليه شريط ذكرياته سريعا

أمام عينيه رغم عمره الطويل .. و تمني أن يكون

له عمر آخر حتي يستطيع أن يفعل شيئا له قيمة

فهو أحس بتفاهة سنين عمره التي ضاعت سدي ..

و تمني أن يعود العمر به ليفعل شئ غير ما فعله

فهو وحيد و يصنع ما يفيد به نفسه أو غيره ..

و أراد العودة لفعل الخير و بناء عائلة و أن يصبح

رجلا محترم .. حتي يغفر الله له .. الله لم يتذكره

جبر إلا عند آخر سكرات الموت فطوال حياته لم

يلجا إلي الله و لم يفكر فيه أبدا و لم يراعي تعاليمه

و أوامره و كان يسير في حياته معتقدا أنه مجبر

علي أفعاله منذ الولادة حتي الممات .. حتي ما

يفعله بإختياره فهو مجبر عليه و لم يحاول مرة

واحدة أن يتأكد من صحة ما يعتقده أو أن يسأل

عن نفع أو ضرر أو حقوق و واجبات أو إيمان و

فروض .. و كان طوال حياته لاه عابث .. و

 عندما كان يتضايق كان يحزن و ينقم علي حياته

و يعاتب الله الذي خلقه عتاب يصل في بعض

مراحله إلي الإلحاد و الإنكار عن جدوي خلق

الإنسان طالما أنه يبحث عن السعادة ولا يلاقيها

إلا نادرا من وجهة نظر جبر الذي لم يعرف الصبر

أبدا ..

و لكن في لحظة الموت الحق وجد أنه يواجه

حقيقته وانه بعد موته سيلقي حساب من الله علي

ما أقترفه من ذنوب .. و أنه حتما سيلاقي العذاب

فهو لم يترك شيئا لا عمل صالح و لا صدقة جارية

ولا ولد صالح يدعو له  فخاف خوفا جبارا و

زاغت عيناه و اراد النهوض من علي سرير

مرض الموت .. أراد الهروب من الموت و

لكنه سقط مغشيا عليه .. و عندما أفاق أحس

بوجود شخص ما معه في الغرفة يبتسم له و هو

لم يكن يعرفه فسأله من أنت قال له أنا ( عزازيل ) ...

{ عزازيل .. هو " إبليس " و معني اللفظ هو

اليائس و من أسماؤه المتعددة الحارث و الحكم و

أبو مُرة .. و ف اللغة اليونانية يسمي "

ديابولوس "و تعني المشتكي زورا و ف اللغة

المصرية القديمة يسمي " ست " و ف المسيحية

يسمي " لو سيفر " .. و ف الديانة اليهودية أحد

أعضاء المحكمة الآلهية و يسمي " اليهوه " ..

و كلمة " الشيطان " تعني المقاوم و تأتي من فعل

" شطن " أي إبتعد عن الحق و يستطيع الشيطان

أن يتمثل في هيئة إنسان أو حيوان }

و بعد أن إنزعج جبر مما حدث و توهم أنه

عذرائيل الذي سيقبض روحه .. و لكن بعد فترة

بسيطة وجد جبر أن الشخص الذي يراه يبتسم له

و إستعاذ جبر بالله فوجد الإنسان إختفي ثم صمت

جبر فعاد الإنسان بعد برهة .. فقال جبر أستغفر

الله و توجه بالدعاء لله أن  يمهله قليلا ليعمل

صالحا كي يثبت في سؤال الله له و ليغفر الله له و

قال : أنا أذنبت و أخذ يعد ذنوبه و في خضم

إعترافاته ظهر له الشيطان في صورة إنسان

يبتسم ..و رأي جبر وجود فرصة للحديث معه  ..

فسأله مرة أخري من انت ؟ فقال له الشيطان .. و

ما يهمك في إسمي ..ثم إستدرك قائلا أنا مندوب

الله إليك فسأله .. عذرائيل ؟ فقال له و ما أدراك

أن ملك الموت يأتي مبتسما .. لا هو يأتي تنفيذا

لأمر الله و لكنه لا يبتسم ولا ينزعج ..

فقال جبر .. و من أنت ؟ قال له مندوب السعادة

التي لم تحصل عليها مطلقا في حياتك و رغم كل

ما فعلته أنا من سيعطيك الفرصة مرة أخري لتكمل

حياتك كيفما تشاء ..

فأحس جبر بغرابة ما يقول و لكنه كان سعيدا جدا

بأن الله أرسل له من سيعطيه فرصة الحياة مرة

أخري مثلما أراد .. فقال جبر للشيطان ..فرحا ..

يالله الحمد لله فإنزعج الشيطان .. ثم قال جبر

سوف أعود مرة أخري لأفعل ما لم أفعله مطلقا ..

سأصلي و أذكر الله و أحج و أنشأ أسرة و أعيش

سعيدا في حياتي و آخرتي .. و حاول الشيطان أن

يقاطعه بكلمات غير مفهومة و إستمر الإثنان في

الحديث كل عن رغباته و لا يسمع الآخر ..

إلي أن سمع جبر الشيطان يقول له ..

سأعقد معك إتفاقا بمقتضاه سأعطيك 25 سنة

أخري مقابل أن تمنحني روحك بإرادتك و لا تعود

لخالقها أبدا و هو الله .. فرفض جبر بشدة حتي لا

يرتكب معصية أخري أو ذنب في آخر أنفاس حياته

و إختفي الشيطان بعد إستعاذة جبر و إحساسه أن

المندوب ليس ملاك من عند الله ..و بعدها ذهبت

أنفاس جبر و لم تأتي و أحس أنها الزفرة الأخيرة

ثم غاب عن الوعي ثم عاد و إستمر هذا الحال

مرات إلي أن تمني جبر أن يرتاح من معاناته

من الألم إما بالموت أو بعقد الإتفاق لكنه لم يمت و

لم يرتاح فيأس جبر و أحس أنه في إحتياج إلي

إتفاق الشيطان .. و ساعتها ظهر له الشيطان و

معه أوراق عقد الإتفاق ليمضي عليها جبر

وبالفعل يوقع جبر و هو في مرحلة اللاوعي ثم

شهق بأنفاسه شهقة شديدة و غاب عن الوعي و

أخذ يضحك الشيطان ..

و يتغير الحال فجأة أمام جبر ليجد نفسه شابا يافعا

في ثلاثينات العمر و لكنها حياته مع إختلاف ..

كان يائس اصبح لديه أمل في الحياة .. كان يعامل

الناس بصلف و غرور و تعالي ناتج عن تمرده

علي حياته .. فوجد نفسه يعاملهم جيدا و يعاملوه

جيدا و وجد نفسه يصلي و هو كان غير ذلك و

وجد نفسه صبورا و هوعكس ذلك ..

 

و خلاصة القول كان يائسا من رحمة الله أصبح

متفائلا بإذن الله و رضاه .. لكنه كان بين الحين

والآخر يحس بمغص شديد جدا في بطنه يجعل

يتلوي يمينا و يسارا .. ثم سرعان ما ينتهي ..

و وجد جبر نفسه يخرج من الجامع بعد الصلاة و

يذهب لبيته و يتحدث والده معه عن رغبته في أن

يتزوج بنت صاحبه  و إسمها " تقي عبد اللطيف

" و وجد جبر نفسه يوافق بفرحة رغم صعوبة

الظروف لأن والده وعده بالمساعدة و طلب منه

الصبر والمثابرة في العمل و الإجتهاد لبناء أسرة ..

و في وقت أقل من المتفق عليه حدث الزوراج بين

جبر وتقي و كان جبر سعيدا جدا و لكن تقي كانت

خائفة منه و تقول له أن الناس يقولون عنه أنه لا

يصلح أن يكون زوجا .. فأخبرها عن حماسه

الشديد للإستقرار وبناء أسرة محترمة .. و أيد

ذلك تصرفاته .. فهو رجل في بيته يتقي الله فيه

ويراعيه خير مراعاة و يعامل زوجته معاملة

حسنة و يرفع عنها المسئولية ليتلقاها هو سعيدا

رغم ضيق ذات اليد بعض الشئ ..و يحس جبر

وتقي أنهما في سعادة كان جبر يواظب علي

الصلاة و الدعاء و كان يحس ببركة الله في رزقه

القليل و يحمده عليه و تمر الأيام و تحمل تقي و

يفرح جبر و بعد فترة من حياة بسيطة سعيدة

أصبحت الأسرة عائلة كبيرة فأصبح لجبر وتقي

ولد وبنت و إتسع رزق جبر مع كل ولادة و أصبح

يشعر بسعادة غامرة لم يستطع أن يوصفها إلا

بحمد الله و زيادة عبادته و إحساسه بأنه كلما إتقي

الله كلما بارك له في رزقه ..

و تمر الأيام سريعا علي هذا الحال و أصبح الولد

و البنت لديهم 25 عام ..

و بدأ يحس جبر بشئ غريب يراوده في أحلامه و

كأنه في مرحلة كبر السن و ظل يراوده هذا

الإحساس الغريب و كأنما شئ يناديه و يخاطبه

بأنه أقتربت لحظة الوفاء بالعهد ..

و كان في هذه الآونة يستعد جبر و تقي لزفاف

إبنهم و إبنتهم في نفس السنة و كان جبر وتقي

يتمتعان بصحة جيدة .. إلا أنه أتي يوم جاء فيه

الشيطان في صورة إنسان و طرق الباب و فتح

جبر و أحس أنه يعرفه ثم أدخله و تحدث معه علي

إنفراد و طالبه الشيطان بالوفاء بالعهد ..

فأستغرب جبر كلام هذا الرجل الذي لايعرفه و لكنه

يحس أنه رآه قبل ذلك منذ زمن ..

و لكن الشيطان لم يصرح ببنود العقد و الإتفاق ثم

ذهب الشيطان علي أن يعود مرة أخري و لكن

قريبا جدا و مر يومان و عاد الشيطان وكرر طلبه

علي جبر ثم أوضح له الحقيقة كاملة فأنزعج بشدة

جبر مما سمعه و لم يصدق او تظاهر بعدم

التصديق و طرده من منزله فتوعده الشيطان و

كأن له دين كبير عنده ثم ذهب الشيطان و أحس

جبر بالخوف و استغفر الله و استعاذ به من

الشيطان الرجيم و أحس جبر لأن خلاصه

سيكون بالتوجه إلي الله ..

و أراد أن يصلي و لكن حدث شئ غريب وجد جبر

نفسه لا يستطيع أن يؤدي الصلاة بشكل سليم و

كأنه لا يعرف تعاليمها و كرر محاولاته و باءت

بالفشل ثم حاول قراءة القرآن فلم يستطع فأحس

بالخوف الشديد و أجهش بالبكاء و بسرعة لم

يستطيع السيطرة علي نفسه فعاد كصورته الأولي ..

محبط .. يائس .. و زاد الطين بلة ظهور علامات

غريبة علي زوجته التي أصبحت لا تسمع له كلمة

وتؤذيه في رجولته و مشاعره و لم يفهم جبر سر

هذا التغير بهذه الطريقة  ثم زاد علي ذلك مرض

أبنته مرض معدي خطير لا رجاء بالشفاء منه و

فراق خطيبها عنها ثم مرض أخوها أيضا فإزداد

حنق الزوجة علي زوجها لإحساسها أنه لم يراعي

الله فيها حق تقاته لذلك كان جبر السبب في  إلحاق

الضرر به و اولاده و ضاق جبر بما يحدث و لم

يعلم ماذا يفعل إلي أن طرأت عليه فكرة غريبة بعد

أن حاول طرد الشيطان بالحجاب و التمائم و لكن

لم تنجح هذه المحاولات و قال جبر أنها من صنع

الشيطان فكيف بالله تطرده ..

ثم جاءته الفكرة الغريبة ومفادها ..

{ الشيطان ملاك سابق في رحاب الله إعترض علي

السجود لآدم لأنه من طين و الشيطان من نار

أفضل من الطين و طرده الله من الجنة و تحدي

الشيطان إرادة الله و قال أنه سيغوي بني البشر

كلهم حتي يدخلوا النار إلا العباد المخلصين

و لب فكرة جبر تتلخص في أن الشيطان أحد

ملائكة الله و لكنه ليس الأقوي علي الأرض و لا

الأقرب إلي الله و توجد ملائكة أخري منها ..

ملك الحب .. و يسمي " كيوبيد "

ملك الجمال .. و يسمي " أفروديت "

و هم يستطيعون هزيمة الشيطان

و ملائكة أخري .. مثل

أبوللو .. الفنون         آثينا .. الحكمة

آريس .. الحرب و الإنتقام

بوسيدون .. البحر

هيدز .. العالم السفلي

هيرميس .. السفر و هو رسول من الإله

هينميستوس .. النار

زيوس .. ملك الألهة

و عند الفراعنة ...........

رع .. ملك الألهة

ست .. الشر

آمون .. كبير الألهة

و عند الأغريق أو المصريين القدماء آلهة الحب و

الخير والجمال و النماء هي الغالبة و هي الأقوي

و هي التي تحتل المكانة العظمي ..

و أما آلهة الشر و الحرب و الإنتقام هي الأقل

مكانة و لكن ذلك كله لا يحدث إلا في رحاب الله أما

علي الأرض فالعكس هو ما يحدث .. الشر و

الحرب و الإنتقام هو الغالب علي البشر .. }

و عودة إلي جبر مر في ذهنه أنه يدعو الله أن

يساعده علي هزيمة الشيطان دون أن يعطيه

روحه ..

و ظل يدعو الله كثيرا و يصلي و يصوم حتي أرهق

من شدة تفانيه في العبادة و غلبه النعاس و نام

ورأي في منامه ..

أن المحكمة الآلهية إنعقدت لمحاكمة الشيطان و

أن آلهة الحب و الخير و الجمال و النماء يسألون

الله عز وجل فيما حدث و يقولون ..

لماذا الشر هو السائد في دنيا البشر 

لماذا استطاع الشيطان النفاذ للإنسان ليوسوس له

لماذا البشر ضعفاء أمام الرغبات والشهوات

و يغضب الله ..

و يتحدث جبر في نفسه داخل الحلم و يقول لماذا

لا تقوم الآلهة الطيبة بثورة علي الشر الكامن في

ملائكة الشيطان و أحس جبر أنه يريد أن يدخل

إلي رحاب الألهة و يشتكي قصته .. لكنه لم

يسمعه أحد و وجدهم يتحدثون عنه مع بعضهم

البعض و أمام الله ..

طلبت الآلهة من الله ان يراجع حكمه القاسي علي

البشر و يأمرالله بأن يعملوا بالشكل الذي يجعل

الحب و السعادة و الخير فوق الشر و الحرب و

الإنتقام ليسود العدل علي الظلم .. و ينطق الله في

تجليه عليهم آيات قرآنية تؤكد حكمته في خلق

البشر علي الأرض .. و بعد كلام الله وجد جبر

نفسه في وضعه الأول علي سرير مرض الموت

بعد حياته الأولي اللاهية العابثة و أن كل ما رآه

غيبوبة إلي أن يحزن و يموت و لكن قبل أن يموت

نطق بشهادتي الوحدانية و التسليم برسول الله و

قالها جبر عن يقين ..

فيري في النهاية أن الله قد غفر له ما تقدم من

ذنبه و ادخله الجنة برحمته ....

 

   

سكـت الكـلام


سكـت الكــلام والفلكـّـة هـي اتـكلمـت

تحـت التـــراب المحَـنــي دم إتألـمِــت

فوق البساط إنسان بسيط وسط الزحام

حامي البلاط إنسان خبيث خـُبث الـِلئام

بـين السُـكــات فيه صـوت حـريــر

بـيـقـــولـلــي طـيـــر ويـا الـحـمــام

غـيـّـر حـيـــاتـك إيــه الـلـي فـاتــك

انــا مصـر أمك دوّر فـي ذاتـــك

يـمـكـــن تـلاقـــي م الحــب بــاقـي

وتنـادي روحــك ينطــق سكـــاتـك

أمي العزيزة أنا ف البداية بعشقك

درة فؤادي يا كل زادي .. مصدقك

بس الجحود فوق العهود

فوق الأماني و المعاني و الزمن

ضاع الأمان لما بإرادتي

قولت رأيي في المحن

عاشقــك يا حــرة ياللـي انتي غـُرة

.. وانــا إبـن نــيــــلـك

بأتوضا بـيكـي وبأصـلــي ليـكــي

.. وشَـمـّـرت أجـيـــلـك

تسـِلـم يــا ولدي بالخيــر يــا ولدي

حبُــك ده عـنــدي بالـدنـيـــا ديـــة

قول اللي عنــدك يا إبنــي وعينية

قول اللي تاعــبــك مـنـي إلـيــّــا

آسف يا أمي أنا أصلي خـايــف

مـُرة الحكــاوي فــوق الشفــايـف

وكأنــه كان مصــر الزمـــان

مـبـقـتــش هي نـفـس المكـان

ضاع الأمان .. ضاع الحنــان

والناس ف أرضك نسيو الآدان

فين الصفاء و لا الوفاء

ماتــوا الأحبة زاد الـجـفــاء

فين السلام والإنتماء

لأرض طاهـرة ذكِر السمـاء

بقي حالكـو حال وحالـنـــا حال

هان الـغـــرام .. وسط الزحام

سـِكــت الـكـــلام

والـفـــلـكـــــة هـي اتـكـلـمــت..