الجمعة، 15 يناير 2016
قصة ،، الأمين مهران السندوبي ،، تأليف / إبراهيم نصر
الأمين مهران السندوبي
شاب فلاح بسيط من احدي قري مدينة المنصورة
ينتمي لعائلة مكونة من والده العاجز عن الحراك
بسبب تأثير مرض الفشل الكلوي الموجود في
مرحلة متأخرة و الأم ربة منزل و ثلاثة فتيات
هم إخوات مهران وكلهم اكبر منه فهو آخر
العنقود .. لم يكمل تعليمه الأساسي بسبب مرض
والده الذي أجبره علي الخروج من المدرسة
ليراعي قيراطين أرض يملكهم والده منذ زمن
الإصلاح الزراعي .. وكان مهران يعمل بجدية
يزرع ويفلح ويحرث وحده في أرضه لضيق ذات
اليد وليستطيع رعاية أسرته الكبيرة ..
و مهران يتميز بالقوة البدنية الجسمانية ولكنه
قليل الذكاء لعدم تكملته دراسته .. وعندما بلغ
مهران الثامنة عشر جاءه مندوب من نقطة القرية
يخبره أنه مدعو للتجنيد في خلال شهور وعليه
ترتيب أموره .. وعندما أخبره أنه وحيد عائلته ..
لم يرد المندوب و حاول الإستفسار من العمدة
الذي أخبره أن إسمه نزل علي كشوف التجنيد
بالخطأ أو يوجد أخ له تعلم به الحكومة من والده
و لم يعلم به مهران إلي الآن و رد هذا الإجراء
يتطلب وقتا كما أثني العمدة علي مقابل الجيش
ومكافآته داعيا مهران أن يستمر في الجيش وإن
كان متطوعا .. ثم أعطاه مبلغ من المال و وعده
برعاية شئون أرضه وعائلته حتي عودته ..
و كان الوضع أب مريض وأخت كبري تزوجت
ثري عربي لشهور ثم سافر وحده ثم أتي ثم أخذها
ثم عادت وحدها مطلقة بلا أي مصاريف ..
فجلست هي وأولادها في منزل مهران .. هذا
بالإضافة لأختين لم يتزوجا .. أحدهما لعبية
ومستهترة و تستهون بكل الأمور و الأخري
ملتزمة متدينة و تحب عائلتها جميعا و هي
المقربة من مهران ترعاه ويرعاها .. جيداً ..
فحزن مهران لأنه سيترك كل هذا ويذهب للتجنيد
و لم يكن يعلم ماذا سوف يحدث؟!
ذهب مهران إلي منطقة التجنيد التابع لها وبعد
مروره بفحوص القبول تم قبوله ليخدم دفعته 3
سنوات في الأمن المركزي في القاهرة و هذه كانت
بدايته مع أحوال الدنيا الحقيقية فقد وجد نفسه
يخدم في قطاع يتصدي للمظاهرات والإضطرابات
التي تحدث في العاصمة في العام 2010 .. ويخدم
مهران طبقا لما يؤمر به من الصول أو الشاويش
المأمور من الضابط القائد و عليه إتباع التعليمات
حرفيا و السمع والطاعة دون نقاش ..
وعندما خرج مهران خدمة مع زملاؤه لأول مرة
كانت عبارة عن التصدي لوقفة إحتجاجية و
مظاهرة و مسيرة لا تتعدي عشرات الأشخاص ..
فوجد مهران أنها نزهة و وجد ذلك يسيرا عليه
هو و زملاؤه و قضوا يوما هنيا أكل و شرب و
بدلات في عين مهران كبيرة رغم أنها ملاليم و ..
وقاموا بفض المظاهرة بسرعة حفاظا علي هيبة
الدولة و بهدف الحفاظ علي الإستقرار وعادوا
سريعا إلي مقر الأمن و كان مهران يتسائل هو و
بعض زملاؤه عن هؤلاء ماذا يريدون وهل هم
علي حق هل هم وطنيين و لكن كان ياتي الرد
المقنع بأنهم لو كانوا علي حق لما كان عددهم
قليل ولا كانوا ذهبوا بمجرد فض المظاهرة ..
و إنتهي الكلام علي هذا دون التعمق في الأمور ..
وعندما عادوا أخبرهم الصول أنهم تم صرف
مكافأة من الدولة لنجاحهم في تحقيق المن وفض
المظاهرة مقدارها 50 جنيه و فرح مهران
وزملاؤه بهذا المبلغ عن عمل بسيط مثل ذلك
لدرجة أنهم تمنوا أن يخرجوا يوميا لفض مثل هذه
المظاهرات حتي يصرف بدل أخر ..
ثم جاءت مرة أخري .. مظاهرات أشد للتيارات
السياسية المعترضة علي سيناريو التوريث و
حدثت مواجهات كبيرة أثبت فيها مهران وزملاؤه
خوفهم علي البلد من العدو الذي يينخرسوسا في
ظهر البلاد كما فهم مهران وزملاؤه من قادتهم
الذين وصفوا جميع من يقوم بالمظاهرات بأنه
العدو الخفي الذي يريد خراب البلد .. فبذل الجميع
مجهودا كبيرا في التصدي لمئات ممن يوصفون
بأعداء البلد الخونة و نجحوا في فض المظاهرة
وعندما عادوا وجدوا مكافأة من البلد 75 جنيه
لكل فرد ..
إلي هذا والوضع مستقر إلي حد ما في مصر ولكن
يوجد تحت الركود نار وبركان غضب إنفجر مع
مقتل الشاب خالد سعيد ثم تلاها عودة رمز وطني
في عين الشباب محمد البرادعي ..
و كان نذير الثورة يدق الطبول و
وجد نفسه
مهران و زملاؤه في تحدي كبير فهناك مواجهات
شديدة ستحدث مع أعداء البلد و إستعد مهران
بروح معنوية عالية لمواجهة الخونة كما واجههم
قبل ذلك .. وكانت أولي المفارقات جاءت مسيرة
من الشعب المصري بكامل أطيافه وصلت لمواجهة
قوات الأمن أو بالأدق إعترضت قوات الأمن
مسيراتهم التي تحاول الوصول إلي ميدان
التحرير للتعبير عن غضبتهم من أحوال البلد ..
و حدث أن إقترب من مهران بعض الثوار الأحرار
كانوا بالمصادفة يمثلون الشعب المصري و حدثوه
كما إتفق الثوار علي ذلك بأن جنود الأمن هم أبناء
الشعب وأننا لا نريد من الأمن أن يعترض طريقنا
و نحن ولاد البلد لا نهدف إلا لمصلحتها ونريد أن
نراعيها ونحميها من الخونة والفاسدين و لا
نخاف في ذلك سوي الله فمصر هي أمنا في يد
فاسدين موبوءين و لكن أنا وأنت أولادها لن
نستمتع بخير أمنا أبدا طالما هؤلاء موجودين ..
و عندما بدأ مهران في الإنصات لهم وجد صوت
الصول يأمره بالضرب بالعصي لفض المظاهرة ..
ثم بعد فترة وجيزة قام الظابط بتجميع قواته التي
إنهارت أما إصرار الثوار علي التحدي و صدق
أعينهم في بلوغ النجاح حتي الموت ..فبدأ مهران
يضرب بأمر الصول إلا أنه أحس بأنه قد يكون
غرر به أو ضلل ..
فعاود مهران الضرب بالعصي و حدثت إشتباكات
عنيفة ثم عاد الأمر للهدوء فإقترب الثوار مرة
اخري وجها لوجه أمام مهران الذي وجد إمرأة
مسنة تسب الشرطة في شخص الظالمين و
تخبرهم أنه حرام عليهم ما يفعلونه و أنهم سوف
يلاقون الله وسيحاسبهم علي الدم
والإفتراء
والظلم ..
فتأثر مهران بشدة ثم رأي رجل في ربيع العمر
يحمل ولده الرضيع و يقول للشرطة أتركونا نصنع
مستقبل هؤلاء في إشارة إلي رضيعه ..
فبدأت الروح المعنوية لمهران وزملاؤه تقل بعد
إندلاع و إستمرار المواجهات والإشتباكات لساعات
طويلة مما أسفر عن إصابات بين الطرفين وبعض
القتلي و إحتدمت المواجهات بعد نزول قوات
مكافحة الشغب الرادعة للمظاهرات بسيارت الأمن
المجهزة و أطلقوا الرصاص المطاطي و قنابل
الغاز وأحيانا الرصاص الحي ..
و إنسحب مهران ورفاقه إلي الخلف .. و نظر
مهران للكم من الضحايا بين الثوار السلميين علي
كافة أصنافهم ..
فمنهم من حرق و من قتل و من أصيب في عينيه
و من دهسته السيارات بسبب سلاح فرقة مكافحة
الشغب ..
مما أدي لتراجع افراد الثورة السلميين وظهر في
صفوف الثوار الأمامية في مواجهاتهم
مع الأمن
بعض أصحاب اللحي المتدينيين الصادقين
يتساقطون أمام مهران و هم يحاولون التصدي
بكل مايملكون حتي أجسادهم لظلم الأمن و عنفه ..
و كانت الروح الفدائية التي كان عليها الثوار دافع
لكثير من الناس لإعادة تقدمهم نحو تحقيق الحلم
بل والإصرار علي بلوغه و تحقيق حلم الثورة و
إنحدرت معنويات الأمن إلي الحضيض أمام صبر
وعزيمة الناس مما أدي لهزيمتهم بعد نفاذ
الذخيرة وهروب القادة ..
و حدث أن تعرض مهران لبطش مجموعة من
الناس الغضبانة من كل ما يرمز إلي الشرطة .. و
حرقوا سيارات الشرطة وجردوا مهران و
زملاؤه من ملابسهم وضربوهم ثم تركوهم
يهربون بملابسهم الداخلية .. و جري مهران بعيدا
إلي أن طلب من بعض الناس الطيبة حمايته من
غضب الثوار ..
فطمأنته الناس و أعطته ملابس و أكل وشرب وثم
نصحوه بالعودة لأهله لأن الثوار يقتحمون الأقسام
ومراكز الأمن .. و قد فعل ..
ظل إسبوع في قريته يتجول بين السواقي و تحت
الأشجار و يتأمل ما حدث و يتذكر اللحظات
المؤثرة .. و لكنه كان يعمل لأنه مسئول عن
أسرته الكبيرة و لكن باله مشغول بما حدث سواء
في عمله أو راحته .. كما أنه وجد أنه لايراعي
شئون حياته أو أرضه غيره لا العمدة كما وعده
ولا غيره ..
و بعد الأسبوع جاءته إخبارية بوجوب عودته
للمركز الأمني لتكملة مدة خدمته فظل يفكر بأن لا
يذهب ولكنه قطع حبل أفكاره بحقيقة أنه لا توجد
قوة علي الأرض تقف أمام ما تريده الحكومة
فذهب بخوف شديد ليكمل مدة تجنيده علي غير
و كانت الأسئلة التي تتردد
في ذهنه .. ألم تكن
الشرطة علي حق فلماذ هزمت في حربها للحفاظ
علي النظام و هل كل هؤلاء الناس الثوار هم
أعداء الوطن .. و إن كانوا كذلك فلماذا نجحوا في
ثورتهم وأصبحوا هم الأقوياء الآن ..
لم يجد مهران من يرد علي اسئلته أو يجاوبها و
لكن كان ينظر حوله بإهتمام .. فوجد الخدمة بعد
الثورة روتينية جدا و تتسم بالسلبية و ترك الناس
يفعلون ما يشاؤن من سباب الشرطة إلي
المظاهرات الفئوية أو السياسية ..
و بدأ الجميع يعلم بنجاح الثورة و تغير الوضع
عن ما كان قبل الثورة إلي ما بعدها و كان الوضع
أسيفا .. الفوضي هي الحاكمة .. و شاهد مهران
ذلك بعينيه .. في المركز الأمني فهناك سرقات في
مخازن الميز و تقصير في الخدمات وندرة
المكافآت و تفضيل البعض علي البعض مقابل
مصالح ومنافع و خدمات ..
و مع الضيق والشدة و الفقر والإحتياج الموجود
فيه مهران بدأ يفقد إيمانه ببلده وبدلته .. كان
يخدم دون إهتمام أو حس وطني فهو موجود
صورة لا أكثر أمام حراك وطني كبير جدا ..
مظاهرات إعتصامات وقفات مسيرات تصادمات ..
كل هذا والأمن سلبي تماما .. موجودين وكأنهم
ليسوا موجودين ومهران منهم ..
وأراد مهران أن ينهي خدمته سريعا بأي طريقة
ليعود لأهله الذين يعانون طالما هو في الخدمة
فهو عائلهم الوحيد ..
و في خلال هذه الفترة كان التوجه المجتمعي بعد
الثورة يتجه للمتدينيين حتي انه وجد بعض أفراد
الشرطة أطلقوا اللحي و يريدون أن تتحسن
أوضاعهم و أن يمارسوا حقوقهم كاملة وأحدثت
هذه الأمور ضجة في حينها مما لفت نظر مهرن
لهؤلاء وكان يخدم مع بعض منهم فتقرب إليهم
وتودد فوجد منهم لين ورحمة و حق وعدل و
إيمان وإسلام قوي ..
و سمع ذلك أيضا من بعض التظاهرات الإسلامية
التي كان يذهب إليها مهران و رفاقه لحماية الأمن
حول هذه المظاهرة فقط لذلك كان يوجد مجال
للحديث مع أناس عاديين متدينيين مدنيين
يطلبون صلاح البلد وتطبيق الشريعة الإسلامية و
يقولون كلام الله و رسوله في أنه يجب علي
الشرطة والجيش ن يراعوا الله و شرعه في
مواطنيهم و هكذا إستمع لهم مهران فتأثر بهم و
أصبح متدين و أراد إطلاق لحيته مثل الآخرون ..
و حدث بعد ذلك تعيين وزير داخلية أراد فصل
ضباط اللحي للشكل غير اللائق في قرار جائر
بمثابة الصدمة علي مهران وزملاؤه فلو أنه فصل
لن يحصل علي شهادة الإعفاء و قد يسجن باقي
مدته لمخالفته التعليمات بحلق اللحي ..
فإزداد مهران حنقا علي ظلم الميري و قام بحلق
ذقنه و هو غيرمقتنع بما فعل بل منزعج بشدة ..
فقد أحس بنور الحق يدعو له بصلاح البلاد ..
و عاد مهران في أجازة سريعة لأهله فوجد زرعته
لم تثمر لعدم مراعتها بشكل منتظم و والده توفي
نتيجة هروب أخته الوسطي من المنزل و أمه
أصبحت مريضة لا تستطيع الحركة أو الخدمة في
البيت بالإضافة لأخته الكبري المطلقة هي وأولادها
وأخته الصغري الذي كان يتمني أن يرعاها و
يؤمن مستقبلها .. و أرهقه السؤال وأعجزه فوجد
نفسه مع نهاية الإجازة و إقتراب عودته للخدمة
الوطنية .. أنه يائس و محبط جدا و يرفض العودة
إلي الخدمة ..
و عندما عاد وجد نفسه سريعا أمام مظاهرات
جديدة و مطلوب منه أن يكون عنيفا و قاسيا حتي
وان وصل الصدام للقتل وكان غريبا علي مهران
سماع هذه الأوامر بعد الثورة .. و قد كان
مظاهرة محمد محمود التي توفي فيها الشيخ عماد
عفت و كانت نقطة تحول لمهران الذي سأل أمن
الممكن ان يحمل دم مسلم متدين مثل عماد عفت
بين يديه ..
و قرر في لحظة بكاء شديد أن يترك الخدمة و
يهرب و أخذ يجري بعيدا بعيدا حتي ذهبت قدماه
إلي زاوية صلاة في حارة جانبية دخل وصلي ثم
غالبه النوم بعد أن أرهقته نوبات البكاء ..
و حلم حلم غريب أن مصر غشاها نور أبيض لم
يجعلنا نري بعضنا ثم أتي غبار أحمر غطي النور
الأبيض و ظل مهران يبكي دموعا غزيرة لا
تتوقف حتي غرق في دموعه ..
و عندما إستيقظ وجد مجموعة من إخوة المسجد
ينتظرونه بإبتسامة خبيثة يسالونه عن سر فرد
الأمن المركزي النائم في زاويتهم و عندما طلب
منهم العفو والسماح عن أفعال وجرائم الشرطة و
أخذ ينزع بدلته العسكرية و يرميها بعيدا و طلب
منهم جلباب ليتوضأ ويصلي كثيرا ليغفر الله له
فصدقه الإخوة و حققوا له ما طلبه .. و تركوه
إسبوعا لا يغادر المسجد يصلي ويتلقي الدروس
الدينية إلي أن ربي ذقنه مرة أخري و أراد العودة
للإطمئنان علي أهله و أعطوه الإخوة مالا و طعاما
زيارة لأهله و ذهب معه بعض الأفراد لإعادة حرث
أرضه مجددا و زرعها و زوجوا أخته الصغري
من أحد الأخوة المؤمنيين و بنوا بيته الطيني من
جديد ..
ثم أخبروه بأهمية أن يعود لعمله معهم في القاهرة
و قاموا برصد مرتب شهري كإعانة لعائلته
بالإضافة لدخله الشهري يضمن لهم جميعا حياة
كريمة .. ودون أن يسأل عن العمل وافق علي
الفور فأرضه تزرع و أخته تزوجت و أمه تحصل
علي دخل يكفيها هي وأبنتها واولادها و البيت تم
ترميمه ..
فأحس أنها معجزة من الله و نور منه علي مهران
فأحس بالإطمئنان و الإستقرار و بعد فترة وجيزة
في بلده عاد للإخوة في زاوية الصلاة و طلب منهم
معرفة العمل الذي ستحق عليه كل هذا الأجر
فطلبوا منه البيعة والولاء و السمع والطاعة دون
مناقشة فكان لهم ما أرادوا .. ثم قالوا له ..
ستذهب مع بعض الأخوة إلي الصحراء للتدريب و
زيادة القدرة علي التحمل المشقات والعقبات في
الحياة فوافق و ذهب و هناك تدرب علي الأسلحة
والقتال و قد خاف و رهب ذلك .. لكنه لا يستطيع
المناقشة مع هؤلاء الذين رحموه وأهله ..
ثم عقدوا إجتماعات ليتدارسوا أمور الدين و
الدولة و إنقضت مدة التدريب دون تحديد مهمة و
عندما عاد مهران للزاوية أراد قادة وأمراء
الجماعة الدينية من مهران ان يحلق ذقنه و يعود
للخدمة و يندس بين زملاء عمله و يتودد للظباط
و ان يلعن ويسب أمراء الجماعة وكأنه ليس منهم ..
فرفض مهران في البداية متعللا بأن أسلوب الكذب
والخداع لا يعلي من كلمة الله فطالبوه بحدة بالبيعة
و السمع والطاعة فرفض مهراتن لأن المؤمن لا
يكذب فهددوه بقطع جميع مساعدتهم و الإبلاغ
عنه عند الأمن و أخيرا هددوه بالقتل
والتصفية بإعتباره خارج علي الجماعة ..
و وافق أخيرا بعد الضغط عليه و حاول مهران
إقناع نفسه بأنه يخدم الإسلام و إعلاء كلمة الله ..
و عاد للخدمة بعد حلاقة ذقنه و هو يعلم أنه
جاسوس عليهم يسمع الأخبار وينقلها للأخوة و
قام بسرقة بعض الملفات المتعلقة بأفراد الجماعة
كما أرشدهم عن أماكن الملفات الأخري ..
أرشدهم عن مخازن ملابس الشرطة والجيش و
أخبرهم عن أماكن محاكمات بعض الرموز
الإخوانية و مواعيد نقلهم من السجن إلي
المحكمة ..
كل هذا عن طريق مهران بمساعدة زملاؤه و هم
لا يعلمون و يتحدثون بحرية في قطاع الأمن التابع
لهم و نتج عن هذا كله أعمال إرهابية متناثرة
ومتنوعة أسفرت عن وقوع ضحايا .. قتل
وإصابات بليغة وعاهات مستديمة مثل فقد العين
و بعد إحتدام الأمر
السياسي و عزل مرسي
.. طلب من مهران الطلب الأخير بأن يقوم بتفجير
نفسه مقابل مبلغ مالي كبير له ولعائلته من بعده
يضمن به مستقبلهم و يؤمنهم ..
فوافق علي الفور دون تردد ليس إيمانا ولكنه
يأس لأنه سيقتل سيقتل إن رفض و لم يرضي أن
يموت ببلاش فوافق الجماعة ..
و في اليوم التالي سيارة تقف ليلا أمام مبني
حربي و في الصباح يشغلها مهران وتنفجر و كان
مهران صاحب أول سيارة مفخخة أتت علي المبني
و نتج عنها ضحايا عسكريين ومدنيين منهم أخت
مهران التي هربت وقد أصبحت راقصة مومس ..
و رآها مهران قبل ثواني من تفجير السيارة ...
* تمت *
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق