الرحمة خـلود

عـود يا إنسان ما تـعـود

حـنّي جواك بـ ورود

عـود يا فـنان للناي

عـود لأسمَارك و الشاي

إرجع لَملِم في المنطـور

و أسـكُـن دنيا و خُـدلك دور

 إرجع تاني ولـيد مولـود

عـود بالصدق يحلّي حياتك

خلّيه يِمحي سـواد كـِدباتك

عـلِّم كل الناس في حلال

و كمان فينا حرام بطّال

ربك قالها بـشـر بـ حدود

علّي الحب علي التشـكيك

 أبدُر كيلو حنان حواليك

خلّي حبايبك هُما عينيك

قـرّب ليهم مِـد إيديك

هيكون خير كل المردود

عـود يا سِلوايا ف دنيايا

عـود بـ قمراية و ضحكاية

ورّي الدنيا إزاي فيه واحد

ممكن يبقي رحيم مش جاحد

عـارف إن الرحمة خـلود ..

انا المصــري

أنا المصــري إمـتـلـكـني الخـوف

وتاه بصري ضاع ف عيني الشوف

أنا واحـــد قـال هـأهـِـز الـرعـــاع

بكــام عُـقـدة من الكـلام والحــروف

تـعَّـب عـقـلـي أنـهـّات الـِجـيــاع

كـسَــر قـلـمـي بَرايـات الضيـاع

عـقـول خاويـة والضمـاير تبُـاع

وزاد ألمي طـقـطـقات الصِبـاع

لـقـيت نفسي بين فتـاوي الجمِـاع

ونور شمسي بينطفي في الصراع

كــلام زاكـم من نـتـانـتـُـه الأنوف

تلاقي العَجب العُجاب من الضيوف

فـضــا وقــايــل الـتـديـُـن كـســوف

ويا للآسف فـي البلاهة الصروف

أنا الـشـاعـر الـلـي بأبكـي الدمـوع

مـادام شـاعــر بالألم والـخـضـوع

وأنا الـحـاكي عن حكاوي الحارات

تـاريـخ شـاهـد ع الـنــدم والـركـوع

ضمـيـر مصـري زاد غـَبـاه سيئـات

قانـون عصـري الأمل ف المُنكسات

عـشــان نــزرع لازم الـمـعـلـومـات

عـشــان نـشـبّـع نـُصـنا لازم يجـوع

صَنع غـيـري مـن لـوازمه الــدروع

زرع غيري في الصحاري والربوع

وتاه وطني في الكسل والميوع

بدل عـزمه ع التـقـدّم .. رجــوع

انا الماحي من تاريخي العِـظـام

وأنا ماشي بدون طريق ف الزحِـام

وأنا الشـاكي مـن عـداوة الـلـِـئام

وأروح ليهـم بالزتـون والحمام

انا المصري من خناقي الحوار

كما العاشق للبـلد دي الإنكسـار

وأنا العالم كان في عِلمي المنار

بقيت كـاره لشــروق الانتـصار

انا الـبــانـي لـلـعــرايــا الـمقــام

وأنا الـهـادم ف الـرعايـا السلام

باكــون عــادي لما رأيي يـنـام

وأكون عادي لو قلت نفس الكلام

أنا المـصــري قـائـد الأمُـيـيـن

غـرور أصلي خليّ عقلي تخين

مفيـش صالح نِتبُـعه يا مؤمنيين

ورا الطـالح لو هنـفـنيّ ومـيتـين

أنا الـيـائـس لو مـفـيـش الحلول

وأنا بائـس بـس أملي إن أطول

إيه المانـع في التديـن بالأصول

إيه المانع في الـتـقدم والوصول

انا الكافي بالشرور خيـر عظيم

وأنا الحافي ومرتشي وماشي سليم

وأنا العـابـد الـمصلي الـمـقـيــم

وأقول حاضر للشيطان الرجيم

انا الفاسـد اللي هـمــه الـفســاد

يزيـد ماله من رقــاب الـعـبــاد

وأنا عــايــز الـفـشــل لـلـبــلاد

عشان سُحتي يمليّ بطني للميعاد

وأنا الكاتب اللي قلمه استباح

دماء غيره لما طالب بالفلاح

عشان منصب يخنق النور والصلاح

ميزان قلـمـه طـبّ ساكـت م الكسُـاح

انا الصابر ع  البــلاوي الكتيــر

في يوم عابر للصراط والسبيل

خلاص عقلي جوه راسي أسير

حياة حلوة للغفير والأمير

انا الحالم نبقي أم الشعوب

إيمان كامل في المِحن والخُطـوب

نسيج واحد خيط في إبرة في توب

أمل واحـد نـبـقــي أحسن شعـوب ..

أمُـتنا دي النية

إيه صَـنــفـُه دم عـروقــنــا

جوه الوطــن أمـســـاخ

مغمَّي علـيـنــا ما فـوقـنـا

فوق روسنا طين و سِباخ

ولا حـــد قـال لـيـنــــا

ليه إحنا سوا ع الأرض

والحكــمة في عـيـنـيـنــا

إعـمـار لـ يـوم العــرض

ضمــايرنا ليــه تـتـبــاع

 وبـنشـتــريك يا ضيــاع

عايشيـــن رِعـاع أتباع

و خَرسنــا هو الفــرض

ولا حــــد جـمّـعــنــــا

فـسـر أصول الـديـــن

ولا حـــد قـال مـعـنــي

يكبــح جمـاح كافريـن

بيخوضــوا في البيـَّـن

مـع انـــه مـتـبـيــّـن

تلاقـيــه ده متحـيــّـن

من العِـدّا الفاجريـــن

ولا حــد قـال فـيـنـــا

 دي أمـُــة مـنـكـوبـة

وتاريخنـا وماضينــا

في حاضرنا أكذوبة

بيقـــولو ع الكوســة

دي سياسة مدروسة

ليه الأمة منحوسة

 بـ أئـمـة معـيـوبــة

إيـــه ذنب أولادنا

تـحـُصد عمل نايمين

ديانـتـنــا بـلا مدنـَّـة

ترشد هوي الضآلـيـيـن

الجـاهـلـــة أستاذة

والشيـخ ده بـ إزازة

والبــاقي بـلا عـــازة

أموات لكن عايشيـن

ولا حـــد قـال لـيـنــا

الأمة مُـسـتــهـدفـة

قالــــو اللـي يـلهـينــا

ف العـُري والمعزفة

أمُـتـنــا دي الـنـيــــة

بعــــد الشـيـوعـيــة

والأمة مـعـمـيّـــة

وعايشة في الفـخـفـخـة

ولا حـــد قـال لـيـنــا

أسرة في بيت توحيد

وحــدة تـــدوم لـيـنــا

 قرآن و صوم و العيــد

فرصة نـلــم شـتــات

أمُرا ملوك حكومات

تـتـجـمـــع الـلـبِـنّــات

نعمل أساس بـ حديـد

نـِجـمـــع مـوانـيـنـــا

والدين سـبب لـيـنــا

نبقي إحنا و ذويـنـــا

 يــا أهل الله و نبيـنــا

و نبقيّ أقـوي شعوب

منهجنا دين في قلوب

و عقولنا زي الـتــوب

 لــبـسُّــه يـدفـيـنــــا ..

عشاق الحياة

يا عشاق الحياة

أنا قلبي مال و غـني

لـ توب منقوش بـ حنة

 مكتوب وعـد و سلام

ف طرق بتقول بلادي

علي صبر قد وادي

و خيال بيطول ميعادي

 في جنة الأمان

و الطير اللي بحبه

عشه ع الشجرة فوق

و عينيه قالت تعالي

إطلع علي حبل شوق

بحبك .. و إستحالة

أشوفك ع الشروق

كل الحب اللي بيننا

و الحلم اللي ف عيوننا

متقيد بالسنين

التايهة في الزحام

و إشـتّر الخير في ساعة

 مالهاش غير الدراع

متغرب و الرحآلة

والصحرا و الضِباع

لكن حُبك حاميني

أضعاف ما أملك متَاع

من بين ناب البراري

 من فوق قمة جبال

مهرك منخافش بكرة

و مدوبنا الغرام

و الريش يغطي شوكنا

 لما تشتي البلاد

خطوات و نحلّ طوقنا

مع سُكنة الولاد

و نشوف شجرتنا تكبر

 نقطف ثمرة حياة ..

عهد الإستعباد

إرفع رأسك يا أخي فقد أتي عهد الإستعباد

إرفعها كي تُقطع أو تُغرق بالأنفاس

أو تُخنق علي المِداد

أو تُشنَّق في صلاة عيد العُباد

مالها تتواري لأسفل حزناً علي الأجداد

أأتيت بجديد أم أنك تأتي فقط بالأحفاد ؟!

و هي خاوية علي عروشها

لا بها فكر ولا إحساس

إستعد لصغر الخد لتلقي الأقلام

و إبدأ من اليوم في وأد الأحلام

إصنع ببركان الجَهد ذيل الأزلام

أعلام وطن قد حوصر في "الإستاد"

و إن خرج منه دني من الواقع

فتدني .. و هاج وماج ..

فأرداه وحيداً بلا إسناد

ليبقي من الوطن بيوت و شوارع مُنارة

.. بجهل قد زاد ..

في كؤووس المتعة الفضفاضة

أحادية الأقواس ..

تترنح الرأس معها راقصة علي الأمجاد

بلا إمتعاض أو إستنكار أو إشمئزاز

 هذي هي الدنيا لعب ولهو وزاد

إن لم يأتي بطريق السلام

أحضرته أنت بثنائية .. المال والفساد !!

وثنَّي أنت لم تَرقي بروحك إلي سماء الأوتاد

كائن بصيرورة الصدفة و العقل

ورق علي طاولة القمار المُزدان

تتعجل التأني

و الحب تَعرِض عنه إن جاء أو مات ..

و اللاة والعُزة

الأرض في عينك ليس لها ميعاد

و الجبل والبحر  

لا يعلم كُنيتهما و لا ماهيتهما

إلا من فرق بين

كُنية العبيد و ماهية الأسياد

حنانيك يا عاقل

فأنت وحدك تعرف "الأكواد"

تفهم الواجب قبل الحقوق

و تعاند الزفرة الأخيرة في الأجساد

تتعارك و شرذمة

 قلما قدست قدس الأقداس

أخلاق أكرمنا و أهدانا و أتقانا

أضحت علكة في فم مجالس القُواد

يتبادلونها بألسنتهم

 في ضحك و قرف وغثيان

علي أن ترمي فضلاتهم في نيل يمّ الأحزان

و من يشير إلي أن النور قد إنطفئ

نجده عاري من المجموع

 أو سارحاً من الآحاد

و الوعي الفقيد بفعل فاعل

قد مات منتحرا مُغتاظ مُنكاد

الشرِك في رأسي

و العين لا تري غير ليل معتاد

ينزف كثيراً من السواد

و إغرورقت دموعي في مُقلاي

غشّت ربيعي الأرجواني

و الأماني البيضاء أكفان

و الحل عند التراب أو حلوانيّ الأزمان

من إستوقد نيراني و لم يطفئها

إلا بإطعام الحرمان

بإباء وشموخ الطبيب

الذي إحترف مهنة الحداد

و تناست الناس الخناجر

 المرشوقة في عين الأولاد

طفل علي غِرة كَبر ثم شاب فمات فعاد

و كهل بالمبّرة فَجّر

فلم يمت ولا العمر إزداد

أحيا حياة الناس بلا أمل و لا عمل

أتحاور بلسان ملتصق بحلق

أنفخ في الكير فأصير كالعبيد في المزاد

مرتع لمن هب ودب في الأوصال

خوف ورعب من قول الدجّال

قد مال ومات معه

 كل من إعـتّد بالأرقام و الأعداد

ما كان قد كان و ما آت هو .. الأفنان

فإشرب الكاس وإستقوي

وإرفع الرأس و إعتبر عبرة القاضي الجلاد

بتوافق الحظاظ مع سواقي الماس

و تمازج الظِبيان مع سارقي الأجداث

و المَنيّ تلفُظ ولداَ لا هو عضواً ولا ولاّد

و أنا الأنموذج الحاضر و الناس لا تبالي

بمستقبل قد عاد ..

إرفع رأسك يا أخي فقد أتي عهد الإستعباد ..!!!