الخميس، 24 نوفمبر 2016

قصة " رضــوانة " ... تأليف / إبراهيم نصر

 

أم قوية الشخصية جبارة

قائدة في منزلها و قائدة في أولادها

تحاول العيش بهم ومعهم

بعد وفاة والدهم العرضحالجي

و هي وظيفة بسيطة له مقابل معاش ضئيل

لا يكفي متاعب الحياة ..

و الأم عصبية عندية و قد ترتكب حماقات ..

و تخرج الأم " رضوانة"

لرعاية أطفالها الثلاثة ( ولدين وبنت )

وتحاول العمل في أماكن كثيرة

و أعمال بسيطة المهم توفير القوت ..

فعملت مثلا في تنظيف المنازل  ثم خدمات

المدارس ..إلخ ، و لكنها لا تُعمر في أي منها

لعدم تعلقها بمثل هذه الأعمال

و نظراً لشخصيتها القوية

التي لا تتناسب مع حالها و أعمالها

التي إضطرتها ظروف الدنيا إلي العمل ..

و تجد أخيراً عمل في دكان عطارة

بمجرد بداياتها في هذا العمل تعلقت به وأحبته ..

و إهتمت بتعلم الخلطات و أنواع الأعشاب

وفوائدها ، وكانت تحس بالسعادة

عندما تصف لأحد خلطة وتأتي له بالنتيجة

المرجوة ، أو عندما يلجأ لها أحد يتألم و يتوجع

وتصف له الدواء أحست أنها دكتورة ..

وبعد تمرسها و إكتسابها خبرة في هذا المجال

أصبحت تعمل تركيبات متعددة من الأعشاب

بنسب محددة لجميع أنواع نشاطات البشر

فمنها ما يساعد علي التركيز ، و منها ما يساعد

علي إنتظام الدورة الدموية ، و ما يساعد علي

زيادة جهاز المناعة الوقائي ..إلخ

وهكذا هي حياتها بعد إنتظامها في العمل

في دكان العطارة بعد وفاة زوجها

أصبحت أكثر إستقرارا

فهي تعلم أولادها جيدا و ترعاهم جيدا

و تعتني بأكلهم وشربهم ونومهم و تحل مشاكلهم

بإختصار أصبحت كل شئ لهم

وأصبحوا كل شئ لها ..

و بمرور الأيام أصبحت البريمو الألفة

في دكان العطارة بين كل العاملين

نظرا للخبرة التي إكتسبتها في مجال العطارة

و أيضاً علاقاتها الجيدة مع الزبائن وتمتعها بثقتهم

..

و مرت سنوات عديدة ..

و كبر الأطفال و أصبحوا شباباً في مُقتبل العمر ..

إبنها الأكبر " مجدي " في منتصف العشرينات

ظروفه المادية صعبة ، لم يُكمل تعليمه

في الجامعة وإكتفي بشهادة دبلوم تجارة

خمس سنوات .. و أراد العمل بها ،

لكن ظروفه و ظروف البلد كلها سيئة

فلا يوجد وظيفة و البطالة منتشرة

فحاول أن يشغل وقت فراغه

بممارسة رياضة كمال الأجسام

بجانب أعمال صغيرة متنوعة

يجلب منها مصروفه

و يصرفها علي مستلزمات رياضة

خاصة ببناء و كمال الأجسام

بدلاً من أن يصرفها علي السجائر أو المخدرات

علي حد قوله ..

بل هو يحافظ علي صحته

لدرجة أنه إستمر كثيراً في هذه التمارين

وبانت التغييرات علي جسمه

فأصبح مفتول العضلات بشكل ملحوظ جداً ..

و الإبن الأوسط .." رشدي "

متعلم تعليم جامعي ، و يُقدس العلم

و حاصل علي شهادة جامعية

في العلوم السياسية

و يحاول أن يكمل دراسته العليا

و مهتم بالحصول علي المعلومات العلمية

و العامة من أي مصدر سواء كتاب أو حديث

أو أي وسيلة إتصالات مثل الأنترنت ..

والبنت الصغيرة هي " سلوي "

ملاك صغير تحمل براءة الأطفال في عينيها

ودراستها الثانوية تهتم بها كثيراً

مثل إهتمامها بمشاهدة المسلسلات التركية ..

و أحلامها رومانسية دائما ..

الأم بمثابة القائد لهم جميعاً

و هم يقدرونها و يعيشون بحرية تحت ظلها

ولا يمكن لهم تحديد مصائرهم

إلا بعلمها ومباركتها ..

وطبقا لإمكانياتهم المحدودة

وقد نجحت في تربيتهم علي الأخلاق

و الصبر و الشجاعة ..

و كان الولد الأكبر " مجدي " أحس باهمية

أن يتزوج ، فحاول الحصول علي عمل

شبه دائم ..

وكان له العمل في سنترال كبير بنظام الورادي

و كان يعمل بجدية و أدخر من مرتبه

ليكمل مصاريف الزواج ..

و فرحت الأم بإبنها و ساعدته

قدر إمكاناتها كي يتزوج ويستقر

لكنها إختارت له أن يسكن بجانبها

حتي لا يغيب عن نظرها أو تأخذه

العروسة الجديدة ..

و كانت حريصة ومتلهفة علي ذلك !!

و يختار الإبن الأكبر" مجدي " زوجته بنفسه

بعد خلاف بسيط بينه وبين أمه

حول إختياره هذه الفتاة

و كانت هي لا تعرفها و إعترضت

و أرادت له أن يتزوج من أحد معارفها

أو أقرباءهم ..

و لكن الإبن الأكبر كان يراها

بالقرب من صالة الجيم و أعجبته

و أحس بميله ناحيتها ..

كما أنه رآها مناسبة له ولظروفه

و أصر علي أن يتزوج بالفتاة

التي تعلق قلبه بها ..

و كانت هذه الزيجة برضاء مجدي كاملة

وعدم رضاء الأم عنها لأنها شخصية قوية

و لا تريد لإبنها أن يتزوج من إمرأة

تستطيع السيطرة عليه ..

و كان هذا هو شغلها الشاغل منذ اليوم الأول

أرادت أن تكسر شوكتها عند إبنها ..

و كان لها الإبن الأوسط " رشدي "

و هي تحبه و تهتم به جيداً

لكنه يتعلق بآمال تكملة دراسته العليا

بعد حصوله علي شهادة جامعية أخري

و هي آداب علم نفس

و أراد الحصول علي دكتوراة

و هو إنسان بسيط في هيئته لا يهتم بالأناقة

و تركيزه كاملة منصب علي التعليم الجامعي

التكميلي ..

و كانت أمه تحاول معه مرارا أن يعمل ليؤسس

لنفسه بيت ويتزوج مثل كل الشباب في سنه

محذرة إياه من أن يفوته قطار الزواج

و تقدم عمره ..

والإبنة الصغيرة " سلوي "

هي شخصية محيرة فبرغم صغر سنها و براءتها

إلا أنها تتمتع بذكاء كبير و فطنة

و بها بعض ملامح أمها ..

إلا أنها تميل في شخصيتها لوالدها

فهي طيبة متسامحة كتومة ..

و كان لها طريق في التعليم تحاول أن تكمله

إلا أن الأم كانت تعترض علي تعليم البنات

دون أن تُصرح بذلك ، وتركت إبنتها

دون مساعدة لإيمانها الشديد

بأن البنت لبيت زوجها ..

و البنت لم تعترض علي ذلك

و لكنها تحرص علي أن تحصل علي شهادة

ثم تعمل قبل أن تتزوج ..

والبنت ترتب لذلك جيداً

بحيث لا تدخل خطوة علي أخري ..

و عودة للأم التي تهتم بأولادها ،

كان تركيزها منصب علي إبنها الأكبر

و فرحت بزواجه و بيته

.. و لكنها قررت أن تربي زوجته

لتخضعها لأمرها ، و حاولت منذ اليوم الأول

التدخل في حياته وإعترضت الزوجة

و نشبت خلافات ..

و حاول الولد أن يوفق بينهما

إلا أنه لم يستطيع فتركهم لبعضهم البعض ..

لأنهم سيدات مثل بعضهم و يمكنهم التفاهم

ولكن تدخله صعب فهذه أمه و هذه زوجته ..

و حاولت الأم مراراً وتكراراً ولم تنجح ..

خلافات و مشاكل و تدخلات ..

و الزوجة تغضب ولكن تعمل حساب زوجها

في أن لا تغضب أمه فتحاول الزوجة

تحمل ما لا يطاق و تتجنب قدر إمكانها

أي خلاف مع الأم .. أملاً منها في تجاوز

هذه المرحلة ..

و عندما لم تستطع الزوجة التحمل

قررت أن تتحدي الأم وليحدث ما يحدث ..

و أيضا قررت الأم أن تتحدي الزوجة

من باب العناد وطرأ للأم فكرة خبيثة ..

هي عمل خليط و تركيبة أعشاب خاصة بالسيدات

و دسها في أكل الزوجة أو شرابها

حتي تصبح أسيرة لها ..

و عمل حجاب يوضع تحت مخدة سرير الزوجة

ليؤرق نومها و يأتي بالكوابيس لها ..

و المقصود من هذا الخليط أو هذه التركيبة ..

هي تحقيق نبؤتها ..

في أن يعمل الخليط في معدة الزوجة

و نتيجة ذلك مغص شديد و إسهال و قئ

حتي تُنهك الزوجة لتنام و تضع رأسها المتعبة

فوق حجاب الأمتلاك .. ليظهر لها كوابيس ..

ثم عندما تستيقظ الزوجة

تصبح ملك يد حماتها

التي دست الخليط لها وصنعت الحجاب ..

و حدث بالفعل ..

قامت الأم بدس الخليط بنفسها للزوجة

في طبقها ثم في الشاي ..

وسرعان ما تألمت الزوجة

وأصابها مغص شديد و إرتفاع في درجة الحرارة

و خاف زوجها عليها فذهب بها للمستشفي

و سهر بجانبها حتي يطمئن عليها

مما أثار غيظة الأم و تحملت

حتي لا ينكشف أمرها

و أظهرت خوفها الشديد علي الزوجة

و بعد يومين إنتظرت الأم من الزوجة

بعد شفائها أن تخضع لها

ولكن لم يحدث ..

وبعد تفكير من الأم و عودة لدليها و مرشدها

في هذا الأمر وهي كتب قديمة مجهولة ..

رأت أن تزيد نسب الخلطات و الكمية

حتي يأتي المفعول ..

وأيضا الحجاب له زمن في تأثيره

فرأت تغيير الحجاب بآخر ..

و قامت الأم بذلك و لكن عن طريق إبنتها

التي أوصتها أمها في أن تضع هذا الخليط

في طبق زوجة أخيها دون أن تشعر

و أوهمتها أن ما وضعته هو علاج

لسرعة الإنجاب ..

و دست الخليط في أكل الزوجة

و لكن تشاء الأقدار أن يتناول إبنها

من طبق الزوجة الموجود فيه الخليط

لدرجة أنه أكله كله ..

و كانت الصدمة في موت الإبن الأكبر

" مجدي " بسبب ما تناوله و إنهار البيت

و إنهارت الزوجة وإنهارت الأم ..

و دخلت الأم في فترة مرض شديدة

أثر عليها كثيراً و قام علي علاجها و رعايتها

إبنها الأوسط و أخته التي كانت قرة أعين أمها

فهي صديقتها و أمها و إبنتها ..

و عندما تعافت الأم بعد الندم الشديد

و الحزن الكبير ، حاولت أن ترتب أمورها

وتستعيد قوتها مرة أخري لترعي باقي أولادها ..

و اصبح الإبن الأوسط " رشدي "هو رجلها حالياً

و لكنه يحب العلم والإطلاع و هادئ الطباع

و كلامه قليل لدرجة أن الأم تقول له ..

أنك تذكرني بوالدك ..

كان بسيط و علي خلق و عادل مع نفسه

و متصالح معها ، له رأي ورؤية و مثقف

، و أنت تشبهه كثيراً ..

و كان في إحدي المرات

عاد الإبن الأوسط لبيته بعد عمله في كليته

التي أصبح مُعيداً بها بالإضافة لدراسته العليا ..

و عندما دخل الشقة لم يشعر بوجود أحد

فظن أنهم خرجوا ثم ذهب إلي غرفته

التي تمر علي غرفة أمه ..

و سمع همس أمه و أخته يتحاوران بخصوص

ما فعلته الوالدة مع الإبن دون أن تقصد

و كيف أنها تسببت في موته وعدم حمل زوجته

بسبب ما كانت تفعله الأم من دس خليط الأعشاب

و كيف كانت إبنتها تساعدها في حمله

إلي بيت الإبن الأكبر و تضعه في طبق زوجته

أو شرابها دون أن تعلم الإبنة ماذا تضع

و ما فائدته وعندما سألت أمها أخبرتها ..

مرة أنها فيتامينات مقوية و مرة علاج  تأخر

الإنجاب  ..

ولكن كانت تحرص علي السرية

حتي لا يعلم إبنها ويغضب

وحتي لا تجرح مشاعر زوجة الإبن الأكبر ..

أي أنهم الأثنان قتلوا .. الإبن الأكبر ..

و عندما سمع ذلك الإبن الأوسط " رشدي "

إنزعج بشدة ثم بكي قليلاً ..

و قرر أن يواجهما بما عرف

ولكنه آثر الصمت و الإبتعاد

و ذهب إلي غرفته و كأنه لم يسمع شيئاً

و أخذ يفكر ويفكر

و لكن وجد نفسه في طريق مسدود ..

فهذا أخوه و هذه أمه ..

ففضل الصمت و النسيان ..

و كانت الأم تصنع له يومياً عصير قبل أن ينام ..

و شك الولد أن تكون أمه

تضع له شئ في العصير

و إزدادت حيرته

ولكن قال في قرارة نفسه أن أمه تحبه

و لا يمكن أن تُضمر شراً له أبداً

و ماحدث كان بسبب فهمها الضيق

الذي جعلها ترتكب حماقة أدت لكارثة ..

و عصت الله و أغضبته لعدم إيمانها بربها

هو مُقدر الأمور كلها ..

و أن واجبه يحتم عليه نصح أمه و إرشادها ..

و قد قرر أن يفاتحها بما سمع

و لكنه لم يجد مناسبة ليفاتحها

و يتناقش معها في معتقداتها و ما تؤمن به

في عالم الأحجبة والخلطات السحرية ..

ولكنه وجد المناسبة في وقت آخر

كانت الأم تقول لإبنتها

أنها سوف تصنع لها خلطة مخصوصة

مضمونة تجعلها تزداد سمنة ،

و أخري لشعرها كي يزداد طولاً ، و ينمو

حتي تعجب زوجها المستقبلي

.. و هنا تدخل الولد و صاح فيهما

بطلوا جهل و تخلف ، و أستغفروا ربنا

و أن الإستهتار بالصغائر يؤدي لكبائر الشرور ..

ثم ذهب إلي خارج البيت ولم يعود إلا ليلاً

بعد أن نامت الإبنة بعد كوب اللبن المخصوص

التي تعطيه الأم يومياً لإبنتها ..

ودار بين الإبن و أمه حوار طويل

حول جدوي هذه الخلطات و الأحجبة

و حاول تأكيد رأيه بأحاديث نبوية

وآيات قرانية و بعض سطور الأنجيل

و تذكِرة داوود ..

و حاول تدعيم فكرته بحكم و أمثال

و نماذج خاصة بهذا الحوار،و مقولات مشاهير ..

كل هذا ولم يستطيع الولد

أن يصارح أمه بما فعلت

و في هذا الحديث او الحوار

بانت ثقافة الأبن و أيضا ثقافة

وعلم أمه كما تربت عليه ..

وعندما يأس الأبن من تكرار محاولات إقناع

أمه بتغيير معتقداتها و ما تربت عليه

لدرجة انها نهرته ..

فضل الإبتعاد عنها قليلاً

ليستطيع إكمال دراسته العليا وينجح فيها

وهذا يتطلب وقتاً و مجهودا و صفاء ذهني

و راحة بال ..

فقرر تركها هيو إبنتها ليفعلا ما يشاءون

و بعد فترة وجيزة ..

حاول الإبن أن يتقدم لخطبة

زميلة له في الجامعة

ورفضت الأم بشدة أن يتزوج إبنها

و يبتعد عنهم و هم في إحتياج له

كما أنها رفضت أن يتزوج دون أن يسشيرها

حتي لا تتكرر مأساة الماضي ..

 

و عندما صمم الأبن

طرأت للأم فكرة شيطانية

حتي لا تفقد ولدها ..

فكرت في صنع خليط سحري و حجاب لإبنها ..

ليسمع كلامها ولا يفارقها أبداً

و لكنها خافت أن يلقي مصير أخوه ..

و لكنها أقنعت نفسها

بأن خلطات الرجل غير خلطات المرأة

كما أن الأحجبة لها دور في ذلك ..

و أحس الإبن بمحاولات الأم

أنها تنوي أن تفعل معه شيئاً

يثنيه عن الإرتباط بمحبوبته

و كان شكه في العصير ..

الذي تحرص الأم علي ن يشربه إبنها

قبل النوم ، وحرصها علي كوب اللبن

الذي تشربه أخته يومياً قبل النوم ..

و حاول الإبن في إحدي المرات إيهام أمه

أنه قد شرب العصير كله

و لكنه أخذ عينة من العصير ليحللها

في أحد معامل كلية الزراعة

من خلال أحد أصدقائه الجامعيين

و كانت المفاجأة هي وجود عناصر كثيرة

طبيعية في العصير بجانب عنصر غامض

غيرمعروف .. يحمل قدرا كبيراً من السم

لا يظهر تأثيره إلا بعد تفاعله مع الجسم ..

و يختلف درجة تأثيره أو فتكه بالشخص

حسب درجة قوة جهازه المناعي

و حسب الكمية المتناولة ..

و لو أن الجهاز المناعي ضعيف

يترك السم يسير في الجسد

و يتعاظم تأثيره وهذا ما حدث لأخيه الأكبر ..

و خاف الولد علي أخته فأخذ عينة من اللبن

الذي تتناوله يوميا ليجد نفس النتيجة ..

سم شديد قوي ليس له طعم

أو بالأحري بعد ما تتناوله

تحس بمرارة بعد بلعه سرعان ما تزول ..

و حاول أن يتحدث معها

و لكنه لم يصل لنتيجة

فهي الأم القوية المسيطرة العاقلة

صاحبة الخبرة والتجارب ..

والتي لها الفضل فيما هو عليه الآن

و هي الأكثر دراية بمصلحة العائلة حالياً

كما كانت قبل ذلك و هم صغار ..

و حاولت الأم أن تضم إبنتها " سلوي " لصفها

في مواجهة الإبن الأوسط " رشدي "

لتمثل ضغط عليه

ليرجع عن إعتقاده في أمه وعن إرتباطه

و نجحت في أن تقنع إبنتها بما تريد

بل وساعدتها علي التخطيط لإبعاد هذه الفتاة

و بالفعل ينجحا بالإيقاع بهذه الفتاة

في فخ كاذب صوّر للإبن

أن محبوبته خائنة

و بالفعل تركها بعد ما خدعته ..

وبعد فترة يكتشف الإبن بالصدفة ..

أنه كان ضحية مصيدة نصبها له الأم و إبنتها ..

للتفرقة بينه و بين خطيبته

و لكن بعد فوات الآوان

قد بدأت خطيبته السابقة حياة جديدة

مبنية علي الثقة و التفاهم

مع زوجها المستقبلي وعائلته

و هذا من دعائم الإستقرار ..

فيضطر الولد للتفكير بجدية في السفر بعيداً

عن دفع ثمن من عمره وحياته

ثمناً لمعيشته في بلد تفتقر للعلم و التعليم

و أسرة تشبعت من الجهل و المعاناة

و الكفاح الصعب ..

أراد الإبتعاد ليكمل دراسته العليا في الخارج

و يأس منُه في إحداث تغيير في أمه ..

الأمور عنده صعبة و معقدة ..

و خوفاً علي أمه يخفي عنها ميعاد سفره

و يرتب أموره دون أن يخبرها ..

ثم يخبرها وهو حزين أنه ذاهب لمأمورية عمل

في إحدي المحافظات لفترة ثم يعود ..

و بعد ما سافر أخبر أمه أنه سافر للخارج

و طلب منها أن تسامحه

و أنه عندما يسقر سوف يرسل لها أخباره

و يدعوها لزيارته ..

وجاء سفر إبنها الأوسط صدمة كبيرة أخري

علي رأس الأم التي مرضت مرضا شديداً ..

وكانت تسهر عليها إبنتها

ترعاها وتعطيها الدواء

و تعبت كثيرا الأبنة حتي شفيت أمها

و قامت بالسلامة ..

و بعد فترة دب اليأس في قلب الأم

من عدم سؤال إبنها الذي سافر عنها

وعدم معرفتها بأخباره

وأحست أن غيبته ستطول جداً ..

هذا فضلاً عن حزنها علي إبنها

الذي توفي أو قتلته ..

فقررت الأم أن تستعيد قوتها

وتضع باقي أحلامها و آمالها في الأبنة

في أن تتزوج و تستقر ثم تنجب أولاداً كثيرة

لها قد يعوضون قليلا فراق الأبناء

وتقوم الأم أو الجدة برعايتهم وتربيتهم جيداً ..

و قررت أن تُزوج إبنتها

ثم فكرت في إختيار زوجها

والبنت لا تستطيع مخالفة أوامر أمها

لأنها تحبها ولا تريد أن تصدمها

و ظناً منها أن أمها لا تريد لها إلا الخير ..

و تختار الأم زوج إبنتها

و تساعدهم علي عقد الزواج

و هو شخص طيب عقلاني

سرعان ما تعلقت به الأبنة

و لكن أمها عندها .. شئ آخر !!

ولكن بعد أن تم  الزواج  ..

أراد زوج إبنتها أن يسكن و زوجته بعيداً

عن الأم التي تراقبهم عن كثب

وتتدخل في جميع تفاصيل حياتهم

.. و تقرر كثيرا و هم لا يعترضون

لكنهم تضايقوا ولكن البنت صمتت

وتحدث الزوج مع الأم

عن أنه يريد أن يسكن بعيدا عن الأم

حفاظاً علي راحته هو و عروسته

و أيضاً راحة الأم ..

و هنا تثور الأم علي الزوج ثورة كبيرة

و تعايره بأنها صاحبة الفضل عليه

في زواجه من إبنتها ..

فأغضبته كثيرا و خرج في قمة الضيق

و لكنه عاد للبيت في وقت متأخر

فحاورته الأم بأنه أصبح إبنها الوحيد

بعد موت الأول وهروب الثاني ..

و يحاول الزوج مرة أخري معها

بأنه لن يسكن بعيداً

ولكنها شقة في أخر الشارع

مما يجعل الأم لا تغيب عن إبنتها و العكس

و لكنه لا يفلح مع الأم ..

فيكف الزوج عن محاولاته العديدة

في السكن بعيداً عن الأم

و لكن الأم لا تكف عن محاولات التدخل

في شئونهم وكان التدخل الأبرز ..

لماذا لا تحمل إبنتها إلي الآن ..

أهو بسبب عيب ف الزوج .. أم ماذا

و تطلب منهما الذهاب للطبيب

لمعرفة سبب عدم الحمل

شكاً منها في الزوج فقط ..

أرادت أن يكون سبب

عدم قدرته علي الإنجاب

والتي سيقررها الدكتور

مبررا كافيا لتطليقها منه

وتعود إبنتها لحضنها ..

أو علي أقل تقدير وجود علاج مناسب

وسريع و فعال لمثل حالته ..

و تأتي نتيجة التحاليل بمفاجاة مدوية

هي أن البنت هي السبب في عدم الحمل ..

عندها مرض غريب في جسمها

منعها من أن تحمل رغم إستعداد

جسمها الطبيعي للحمل ..

أي أن سبب المنع مُكتسب

بسبب وجود سميات كبيرة و كثيرة جداً

داخل جسمها والسبب مجهول ..

و جاءت المفاجأة صادمة للأم والأبنة

فحدث شرخ كبير بينهما

لأن الأبنة راجعت كل ما حدث

وإكتشفت أنها تعيش مأساة

كان السبب فيها أمها ..

و تعترف الأبنة لزوجها

عن أن أمها تسببت في مقتل أخيها الأكبر

بسبب إعطاءه خليط أعشاب صنعته بنفسها ..

و بعد صدمة الزوج يسألها ..

هل تعطيك أمك أي أعشاب مثل ذلك

فردت الأبنة بعد تفكير

انها تشرب اللبن يوميا من صناعة يد أمها

و هي تحرص علي

أن تعطيني كوب من اللبن يوميا ..

فمنعها زوجها من أن تشربه

ثم أخذ الكوب لتحليله و وجده مضاف له

خليط به هذه المادة السامة ..

فيقرر أن يبلغ عن الأم و يعود إليها ناصحاً

أن تترك مثل هذه الأعمال

التي لم تحصد منها سوي الخراب

وإلا سوف يبلغ عنها فخافت الأم

أن يبلغ عنها زوج إبنتها

فيبعدها عن إبنتها

وهي ماتبقي لها من هذه الدنيا ..

فتقرر الخلاص منه ..

بإعطاءه كمية كبيرة من خليط أعشاب سامة

تضعها في أكله ..

و بالفعل أوهمته بأنها ستترك ما طلبه منها

و طلبت منه أن يسامحها ...

و أنها ندمت وستتوب إلي الله !!

ويأتي مشهد النهاية المأساوي ..

بعد أن دبرت الأم كمية كبيرة من الخليط السام

في سرية و وضعته في أكل الزوج

و هو صنف يحبه هو و لا تحبه إبنتها

و صنعت لإبنتها طبق آخر ..

و إلتف الجميع حول المائدة

بينهم نظرات شاردة تسأل أسئلة كثيرة

ولكن لا أحد يرد ولا أحد يتكلم ..

الزوج يريد أن يعيش حياة كريمة مع زوجته

وقرر أن يسامح الأم

بعد أن طمانه الدكتور بإحتمال علاج

الأبنة من هذا المرض لتستطيع الإنجاب ..

ولكنه يخاف من أفعال الأم

و يقرر بداخله السكن بعيد مثلما كان يريد

و لكن بعد فترة تهدأ الأمور فيها بين الجميع

و خصوصاً الأبنة المحطمة في فقدان أخوها

الذي مات وأخوها الذي هرب بعد خلافه مع أمه

ومساعدتها لأمها في مقتل أخيها

ثم مساعدتها لأمها

في التفريق بين أخيها الأوسط و محبوبته

ثم عقاب الله عليها بأن لا تحمل

بسبب ما كانت تعطيه الأم لها ..

ثم شكت البنت في أن أمها لا تلين سريعاً

لتعلن عن موافقتها علي تغيير معتقداتها

و بسهولة دون عناد أو إصرار

فأحست البنت بأن أمها تُضمر شراً لزوجها

الذي تعلقت به و هو يحبها ..

و فجأة قررت البنت

تناول طعام الزوج شكاً في أمها

و بالفعل تناولت القليل

و أمها حاولت أن تمنعها

بحجة أنها لا يعجبها أبدا هذا الصنف ..

و لكن البنت تأكل من يد زوجها و من طبقه

و رغم أنهاأول مرة تتناول مثل هذا الطعام

إلا أنها أحبته خصوصاً بالطريقة

التي يعطيها زوجها لها ..

ثم نظرت الأبنة للأم

فوجدتها تبكي دون صوت دموع كثيرة

و قالت للأبنة أنها تذكرت إخواتها ..

ولكن البنت سر أمها

أحست الأبنة أن أمها فعلت شيئا كبيرا ..

و قبل أن تكمل ما كانت تفكر فيه

وجدت نفسها في إعياء شديد

هي و زوجها قئ و إسهال شديد

بعد مغص فظيع ..

فتأكدت الأبنة أن أمها قد قتلتها

بعد قتلها أبناءها و زوجها

فقامت بلا وعي  و أحضرت سكينة المطبخ

وذهبت لأمها التي كانت تشاهد

موت الأبنة وزوجها وهي تبكي بشدة

في ركن من البيت ..

و بلا أي رحمة ..

قامت البنت بطعن أمها طعنات مجنونة

وهي تنازع السم الموجود بداخلها

وكان الزوج قد مات سريعاً

و بعد أن إنتهت البنت

فارقت هي أيضا الحياة !!

و دفع الجميع ثمن الجهل و العناد

فالأم تدخلت

و قررت أن تغير شكل حياتهم ومستقبلهم

كما تريد هي و لم تقصد أبدا أن تؤذيهم

ولكن جهلها و إصرارها علي العناد

مع أبناءها أوصلها لهذه النتيجة ..!!